كنت وأنا أكتبها أشعر بقشعريرة واهتزاز ولا أخفيكم سراً ذرفت دموع عيني
كأي مصري ومواطن ولو كان على غير الدين الإسلامي أحب هذه البلد وأتباهى بحبها وأستمتع بشوقي إليها ، فكيف يكون إحساسي وإحساس كل مواطن ومحب مثلي وهو يشاهد تلك المهزلة والمذبحة والمقتلة الشنيعة العظيمة المدبرة ؟؟
الآن ، وأنا أتابع عبر الشاشات ما يدور عند ماسبيرو ووسط البلد وتلك المظاهرات والمسيرات والتي انتهت أو تطورت أو انتقلت من مرحلة المسيرات والتظاهرات السلمية في إطار التعبير عن الرأي والاحتجاج المعتدل القانوني إلى مرحلة التراشق بالحجارة والزجاجات المحرقة والشوم والعصيِّ بل إلى إطلاق نيران المدافع الآلية والخرطوش وممن ؟ من نصارى لا يتجاوز عددهم على أقصى تقدير الملايين الستة وليست هناك على وجه الأرض أقلية دينية تنعم بما به ينعموم وتستمتع بما به يستمتعون من مميزات وعطايا وخصائص ، ويطلقون الرصاص الحيَّ على من ؟ على أفراد الجيش البواسل الذين قاموا يحمون المظاهرة السلمية البرييييئة !! وعلى المواطنين الأبرياء الذين قادهم حظهم إلى هذه البقعة المدنسة بأفعال تلك الشرذمة من الخونة !
كنت أشعر أن هناك شيئا غير منطقي وغير معقول وغير مقبول ..
من الذي يدفع البلاد إلى هذه الفتنة ويثير بتعمد مستفز قوات الجيش لتخرج عن إطار ضبط النفس وتنقض العهد الذي قطعته على نفسها منذ اللحظة الأولى التي حسمت بحمد الله الموقف في اتجاه الحرية ومطالب الشعب الثائر ؟
لما افتعلت الفئات المتطرفة النصرانية حادث المريناب قال أحد القساوسة عبر مداخلة مصورة كلاماً يعف عن ذكره اللسان ووجه سباً عنيفا مقذعا لمحافظ أسوان وتحديا وتهديدا واضحا وسافلا وسافرا للمشير
ومما قال للمشير : هو عارف كويس لو متبنتش الكنيسة هيحصل إيه "
ما هذا الجبروت وما هذه العجرفة ؟
أم أن القس يتكلم من موقف صلابة وقوة وموضع عزة ومنعة وقدرة ؟
هل يرى في نفسه القدرة على الندية والمجابهة حتى يتحدى المشير الذي يحتل الآن أعلى منصب عسكري وإداري في مصر المحروسة ؟ بل إنه يتحدى الجيش كله والشعب بأكمله .
في حياتنا اليومية نعرف من خلال المواقف أن العاقل لا يتكلم إلا على قدر علمه ولا يتحدى إلا على قدر قوته وقدرته ولا يضع نفسه موضع الحرج وإنما يتجنب إيقاع نفسه في مأزق قد لا يجد منه مخرجا .
فهل يا ترى هذا القس يجد نفسه أهلا لهذا الكلام الذي قاله أم أنه مجرد غاضب غرته الحرية وأطمعه ضبط النفس لدى الجيش من ناحية ولدى غالبية المواطنين من أتباع الإسلام الذين يحترمون كل مواطن ولو كان غير مسلم من ناحية أخرى فخرج يهرف بما لا يقدر عاقبته ولا يحسب له حسبانا ؟
هل هذا القس لما تكلم بما تكلم به على الهواء مباشرة وسب المحافظ الذي يمثل رئيس الدولة في محافظته هل كان واعياً مدركاً لما يخرج من رأسه وقاصداً إياه وفاهماً مداه وعاقبته أم أنه تكلم كلاماً غير مسئول كمثل ما تلكم الشيخ " أبو أنس " إبان أحداث كنيسة امبابة التي أثارها تعنت القساوسة كذلك ودفعوا بالمسلمين فيها دفعاً ولما قال الشيخ أبو أنس كلمات المغضب المغدور قامت عليه الدنيا ولم تقعد أبداً وتم إلقاء القبض عليه ولا أدري ما هو حاله الآن .
لما انتشر المقطع الذي خرج فيه الشيخ أبو أنس وهو يتألم غاضباً من غدر النصارى وأنهم بادلوهم بالحوار النار وفتحوا عليهم جحيم أسلحتهم التي تنكر الكنيسة أنها تمتلكها ، قال كلمات تخرج عادة في لحظات غضب " منبقاش رجالة لو محرقناش كنايس امبابة كلها " طبعا لما انتشر المقطع خرج مرة أخرى وقد تبدل حاله وبدا عليه الانزعاج والقلق ونشر مقطعاً آخر يعتذر فيه عن كلماته ويبررها بأنه خرجت مخرج الغضب والانفعال وإلا فإن طلاق الغاضب لايقع وأنه لا يقصد ولا يعنيها ...." ولم تشفع له تلك المبررات بل قبض عليه والله أعلم بحاله الآن .
الآن نسمع ونرى القس المذكور ويتهدد المشير شخصياً أنه إذا لم يستجب لأوامره وأوامر الغاضبين من النصارى ويأمر بسرعة بناء الكنيسة " التي ليست كنيسة باعتراف قس آخر خرج قائلاً أن المبنى هو مضيفة أو خيمة كما يسمونها وأنهم إذا وجدوها ـ يعني المسلمين ـ كنيسة فلهم أن يهدموها مباشرة "
رغم هذا يقول القس متهدداً المشير " هو عارف إيه اللي هيحصل !!!" ومتوعداً المحافظ : " لو مقدمش استقالته خلال 48 ساعة هيموت موتة شنيعة " !!!!.
طبعاً لم أكن أعلم لاأنا ولا أظن غيري إلا من له خبرة التعامل مع هذه المواقف ، ماذا كان سيحصل ، ربما قصد مجرد كلمات ككلمات الأخ الشيخ " أبو أنس " ويمكن يخرج باعتذار بمجرد استقبال اتصال صغير أو حتى " مزد كول ـ رنة موبايل " من جهة أمنية عليا أو قيادة سياسية ما أو من رأس الكنيسة "
لكن لم يحدث هذا ولم يخرج على أية قناة ليعتذر ولا يبرر ولا يوضح اللبس الذي فهمه الناس الوحشين اللي نيتهم سيئة ويتربصون بالأقليات الدينية الدوائر وواقفين لهم على الواحدة يا حرااااام "
ولا سمعنا عن إلقاء القبض عليه بتهمة التعدي على القيادة العسكرية أو التهديد المباشر للمشير رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة !!
يا عم الشيخ هما يعني كل حاجة تعملها القيادات هتعلنها على الملأ ؟
بطلوا بقى التخلف ده ..!!!!!!
تلاقيهم ظبطوه وقرصوا ودنه بس من تحت لتحت وإلا أنت عايزهم يخدوا رأي سعادتك ويقولوا لمولانا على كل حاجة!!
طيب الأيام جاية وهنشوف حصل إيه ...
لم تمض ساعات إلا وقد تجمعت الحشود من كل حدب وصوب وفي عدة محافظات مصرية " زي ما قالوا بالظبط وبالحرف" زي الكتاب ما بيقول " مسيرة مشفتهاش مصر " كما قال القس فلوباتيير جميل .
وتبدأ المواجهات وتقع الواقعة
قلت لنفسي وأنا أتابع :
القس ده باين عليه تقيل قوي ؛ قال ففعل .!!
هدد وتوعد ونفذ التهديد مش " بق على الفاضي "
لكن يا ترى هل هذه الوطنية وحب البلاد ؟
الغريب الذي يجعل الدم يفور في العروق ويكاد الرأس ينفجر منه أن أحداً من الإعلاميين لم يتساءل ولو من باب الثقافة الذهنية : من أين حصل النصارى على هذا الأسلحة ؟
إنهم يوجهونها إلى قوات الجيش ويقذفونهم بالحجارة والزجاجات الحارقة وأيضاً بالسلاح الالي والحتى المدرعات الخاصة بالجيش أحرقوها فكيف تمكنوا من إحراقها وهل بسهولة كده ممكن أي حد يولع ورقة جرنال ولا حتى قماشة ويولع بيها مدرعة جيش من المفترض أنها معدة أصلاً للحرب مع العدو لا مع المواطنين ..؟؟؟؟؟؟؟
إذا فقد أعدوها سلفاً وخرجوا بها قصداً وقذفوهم بها عمداً وأطلقوا نيران أسلحتهم الخاصة بهم هم وليست مما زعموا أنهم استولوا عليها من الجيش ، وحشدوا لأجل تلك الاشتباكات حشداً ، فمن الذي حثهم ومن الذي حرضهم ومن الذي أمرهم ومن الذي شجعهم على هذا البغاء ؟
أليسوا هم من طالبوا بتدخل أمريكا وإسرائيل للحماية الدولية على مصر ؟
أليسوا هم من حبسوا الأخوات لما أسلمن لله ورضين به رباً ؟
أليسوا هم من طالبوا أول الأمر بالإفراج عن القس المزور في قضية مشينة والمرأة المحبوسة بتهمة الاتجار في الأطفال ؟
أليسوا هم من أطلقوا النار على المسلمين في امبابة لما طالبوهم بالإفراج عن السيدة عبير " أسماء" فأطلقوا عليهم النار من مدافعهم ؟
أليسوا هم من رفضوا وساطة الدكتور عصام شرف الذي نزل إليهم عند ماسبيرو بادي الأمر ولم يسمعوا له ولم يعيروه آذانهم ؟
أليسوا هم من نشروا من قبل ومنذ سنوان أسطوانة محملة بمسرحية تسخر من الإسلام مثلوها داخل الكنيسة ؟
أليسوا هم من قتلوا أختهم سلوى عادل عطا وطفلها وزوجها لا لشئ إلا لأنها أسلمت ؟
ثم يخرج علينا الدكتور عصام شرف رئيس وزراء الثورة ليقول في كلمة مقتضبة حزينة حائرة : " هناك أيدي خفية "!!
قلت لنفسي : ألا تزال الأيدي المعنية خفية ومستخبية أم أن الحكومة الموقرة حكومة الثورة ولا مؤاخذة حكومة مستحية
بتتكسف تتكلم بصراحة وتقول بوضوح أن هناك أشخاص معينين هم الذين يؤججون نار الفتنة ويستنجدون بالغرب طالبين التدخل الأمريكي بل واليهودي الصهيوني وعلى رأسهم رأس الكنيسة عظيم النصارى البابا شنودة ؟؟
واسألوا حيطان السفارة اللي في العمارة ترد عليكم وتقول لكم " آه والله وإله أتهد على دماغ كل يهودي صهيوني مقيم داخل السفارة أو عميل قذر خائن يستنجد باليهود والأمريكان واقف تحت العمارة ، لو كنت بكدب وبردك أتهد ولو كنت بكلم صح
طيب يمكن مسمعتش يا دكتور عصام ولا شاهدت ولا حتى قرأت !!!
اسمح لي ألخص لك بعض ما قاله بعض القساوسة من النصارى يمكن تفهم منهم حاجة تدلك على الأيادي الخفية المستخبية
نجيب جبرائيل " نخرب الدنيا " ؛ وفلوباتير جميل " إذا كانت الكنيسة ستفتح بسفك الدماء فمرحبا بسفك الدماء " " هنعمل مسيرة مشفتهاش مصر قبل كده وهنختم مسيرتنا جوة ماسبيرو " ؛ ومتياس نصر " لو كانوا ولادنا معاهم سلاح كانوا عمللهم حساب "
طبعاً ده غير اللي قاله القس في المظاهرة إياها لما وجه للمشير التهديد والتحدي والتحذير أنه يبني الكنيسة " اللي هيه مضيفة من سنة 1985م مش كنيسة "
ولو مبنهاش هو عارف كويس إيه اللي هيحصل !!!
والمحافظ ده كداب ولو جه قدامي هديلوا باللي في رجلي وأحط صباعي في عنيه كداب في أصل وشه "
أم لم يسمع الساسة والقادة بما قاله جورج إسحاق من أنه " سيقطع يد الجيش والأمن
يا ترى يا هل ترى يا معالي دولة رئيس وزراء حكومة الثورة عرفت الأيادي الخفية المستخبية أم أنك رئيس الحكومة المستحية ؟؟؟