لُغَةَ الْفَصَاحَةِ وَالْبَلاغَةِ وَالأَدَبْ *** أَنْعِي إِلَيْكِ بَنِيْكِ يَا لُغَةَ الْعَرَبْ
لُغَةَ الْقُرَانِ لِسَانِ أَشْرَفِ مُرْسَلٍ *** خَيْرِ الْوَرَى الْمُخْتَارِ أَحْمَدِنَا الأَحَبْ
صَلَّى عَلَيْهِ اللهُ فِي عَلْيَائِهِ *** صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا أَمْرٌ يَجِبْ
لُغَةَ الْحَدِيْثِ وَفِقْهِنَا تَفْسِيْرِنَا *** تَارِيْخِنَا وَعُلُومِنَا أَزْكَى نَسَبْ
هَجَرُوكِ حَتَّى صِرْتِ أَنْتِ غَرِيْبَةُ *** بَيْنَ الدِّيَارِ وَأَنْتِ أُمُّ الْمُطَّلِبْ
قَتَلُوكِ إِذْ هَجَرُوا وَيَسْخَرُ أَحْمَقٌ *** مِمَّنْ يَلُوذُ بِذَيْلِهَا كَيْفَ انْقَلَبْ؟
يَتَفَاخَرُونَ بِلَكْنَةِ الإفْرِنْجِ لا *** بِلِسَانِ إِسْمَاعِيْلَ مَوْفُورِ الأَدَبْ
وَيْحَ ابْنِ أُمِّي كَيْفَ أَسْكَرَهُ الْهَوَى *** مُتَضَاحِكاً وَالأُمُّ أُمُّكَ تُغْتَصَبْ
صَرَخَتْ تُنَادِيْنَا: أَغِيْثُوا أَدْرِكُوا *** عِرْضُ الْفَصَاحَةِ وَالْبَلاغَةِ يُسْتَلَبْ
قَالُوا: أَلِفْنَا اللَّحْنَ مِيلِي وَالْحَنِي *** فَاللَّحْنُ وَاللَّحَّانُ قَدْ حَازُوا الذَّهَبْ
قَدْ مَاتَ يَعْرُبُ وَالأُوْلَى مِنْ بَعْدِهِ *** هَذَا زَمَانُ الْغَرْبِ فَالْمَاضِي ذَهَبْ
مَالِ الْمَعَرِّي أَوْ زُهَيْرٍ، كَعْبِهَا *** وَابْنِ الْمُقَفَّعِ بِي سِوَى يَاءِ النَّسَبْ
إِنَّا بَرَاءُ مِنْكَ يَا أُمَّ الرَّدَى *** شَمْطَاءَ صِرْتِ وَإِنَّ مَوْتَكِ قَدْ وَجَبْ
قُلْ لابْنِ مَنْظُورٍ وَلابنِ عَقِيْلِهَا *** لَيْسَ الزَّمَانُ كَعَهْدِهِ فَلْتَنْسَحِبْ
يَا سِيْبَوَيْهٍ ذَاكَ عَصْرُ حَدَاثَةٍ *** فَامْحُ "الْكِتَابَ" فَقَدْ أَتَى زَمَنُ الْعَجَبْ
"بَانَتْ سُعَادُ" الآنَ " رَاحْ مِنِّي الْهَوَى" *** "نَارْ يَا حَبِيْبِي" كَيْفَ أَوْقَدتَّ اللَّهَبْ
"يَا دَارَ مَيَّةَ" فِيْ الأَطْلالِ قَدْ سَبَقَتْ *** صَارَتْ: "بَحِبَّكْ يَا حِمَارُ" فَمَا السَّبَبْ؟
"وَلَقَدْ ذَكَرْتُكِ وَالرِّمَاحُ نَوَاهِلٌ" *** "اِبْقَى افْتِكِرْنِي" تِلْكَ أَذْوَاقُ النُّخَبْ
يَا رُبَّ قَافِيَةٍ نَظَمْتُ كَمِثْلِمَا *** نَظَمَ الأَوَائِلُ قِيْلَ: نَظْمُكَ قَدْ صَعُبْ
فَانْظِمْ لَنَا يَا شَيْخُ قَافِيَةً تُرَى *** لا نَحْوَ فِيْهَا لا وَلا صَرْفًا؛ تَطِبْ
وَإِذَا صَعِدتَّ لِوَعْظِنَا فِي خُطْبَةٍ *** أَوْ دَرْسِ عِلْمٍ فَالْبَلاغَةَ فَاجْتَنِبْ
مَا عَادَ يُعْجِبُنَا التَّفَاصُحُ؛ فَانْسَهُ *** لا الْقَوْلَ نَفْقَهُهُ وَلا نَقْرَا الْكُتُبْ
مَا ضَرَّ مَنْ أَهْوَى بِلَحْنِ حَدِيْثِهِ *** إِنْ قَالَ دَارِجَةً وَلا الذَّنْبَ ارْتَكَبْ
فَاسْتَقْبِلَنْ يَا شَيْخُ عَهْدَكَ وَانْسَجِمْ *** وَانْسَ ابْنَ مِالِكٍ الأَدِيْبَ وَمَا كَتَبْ
صُغْ مَا نُطِيْقُ سَمَاعَهُ مُسْتَمْلَحاً *** هَذَا السَّبِيْلُ إِلَى الْمَعَالِي وَالرُّتَبْ
قُلْ مِثْلَ مَا قَالَ الأَخِيْرُ مُعَبِّراً *** عَنْ وَاقِعِ الأَحْدَاثِ وَاصْبِرْ وَاحْتَسِبْ
أَوْ فَانْظِمِ الأَبْيَاتَ بِالْفُصْحَى وَلا *** تَسْأَلْ لِمَ الإعْرَاضُ وَاصْرُخْ وَانْتَحِبْ
***
ابن الأزهر ومحبه
الشيخ الشاعر
أبو أسماء الأزهري
كارم السيد حامد السروي
إمام وخطيب بوزارة الأوقاف المصرية