من بحور الذكريات القديمة:
8.55 ص الخمبس غرة شعبان 1433هـ ، 21-6-2012م
وقفت على الأطلال أبكي أحبتي
1.وقفت على الأطلال أبكي أحبتي
وأدَّكِرُ الأيام ثم اللياليا
2.فهذا جدار الشوق عهداً قد انبرى
وكم شهد الآهات كالجمر كاويا
3.وكم سمع الضِحْكَاتِ في الكون جلجلت
من الفَرْحِ حيناً وحيناً بكائيا
4.وهذا جدار الجار كم من عفيفةٍ
تربت على الأخلاق نعم المربيا
5.تولوا إلى بيتٍ بعيدٍ وأعرضوا
فَسِلْمٌ على جاري وبرٌّ لجاريا
6.وهذا جدار العمِّ كم ذقت ودهُ
وكم كان عماًّ مستقيماً وحانيا
7.وقد كان يرعاني ويسدي نصائحاً
يُحَفِّظُني القرآن أنعم بعميا
8.ولما ابتلانا الله إذ مات والدي
تنامى اهتمام العمِّ يرعى شئونيا
9.برفق إذا ما الرفق يجدي وتارة
بحزمٍ وكان الحزم حتماً مربيا
10. أغارت على عمي البلياتُ كلها
فَلَوَّى ولم يرجع ولم ينس وديا
11.وتعدو سنون العمر من كل ضامرٍ
وكم تقطع البلدان سهلاً وواديا
12.سراعاً فتلفي الأرض تطوى لأجلها
وتشتعل الأحداث شيباً برأسيا
13.وهذي فتات الحسنِ والحسن سمتها
وأخلاقها صدق أحاطت فؤاديا
14.حياءٌ إذا تبدو ترى الشمس أشرقت
وتلقي على قلبي سلاماً تخفيا
15.أصابت بعينيها فؤاديَ لم يزل
إلى اليوم في أسرٍ فيا طول أسريا
16.نسائم ريحانٍ وريح هي الصبا
صبوت لرؤيتها ولا زلت صابيا
17.تمنيتها زوجاً فقالوا: صغيرة
وأُعْرِضَ عن شوقي ولم يرض أهليا
18.وقالوا ومن أنت يا غرُّ فاحتبس
عن الحبِّ ولتصبر فما زلت خاويا
19.فسلم ولا تغضب فقد جاء خاطبٌ
وحَلَّتْ لذي مالٍ فسحقاً لفقريا
20.وكم قلتُ من شعرٍ أرى فيه قصتي
فأحرقت أشعاري وجففت بحريا
21.وأعرضت عن قلبي لينسى وينتهي
ويُشفَى فلم يبرا فيا ويح قلبيا
22.ومرت بنا الدنيا على كل حالةٍ
فحيناً تُرَضِّيْنا وحيناً تنائيا
23.وكم ذقت من كأسِ من الصبر داهقٍ
ولم أستسغ قهراً ولم أرض حاليا
24.وَشَمَّرْتُ عن جدٍّ وعزمٍ وهمَّةٍ
وأعلنت لم أخجل : سأحظى بها ليا
25.سأجتاز آماداً وساحاتِ شدةٍ
لأظفر؛ لن أرضى بضعفي وخسريا
26.فيا رب فارزقني بتقواك عفةً
وذرية ترضيك تبقى ورائيا
27.وهب لي من الأبناء عبداً موحداً
مقيماً لدين الحق واجعله راضيا
28.ووسع أيا رباه بالمال وافتحن
علينا من الأرزاق واقبل دعائيا
29.وزهداً وبالقرآن أبقى مُمَسِّكاً
وسيراً على المنهاج حتى وفاتيا
***
ابن الأزهر ومحبه
الشيخ
أبو أسماء الأزهري
كارم السيد حامد السروي
إمام وخطيب بوزارة الأوقاف المصرية