1. قدمتُ قناة الناس من غير موعدٍ
ولا غرض يُرجَى عطاءً مُنوَّلا
2. لقيت أبا الأشبال شيخي وسيدي
بغرةِ شعبانَ المباركِ مُقبـِلا
3. ببرنامج السرداب يفضح أنفساً
تعدت حدود الشرع كي يَحذرَ المَلا
4. فلما رآني قال أهلا بكارمٍ
فما أحسنَ اسْمِي إذ تلاهُ وأجْمَلا !
5. تبسم إذ أقبلتُ حتى لقد بدتْ
شموسٌ وأقمارٌ تلألأ في العُلا
6. تهللتُ لما أنْ سمعتُ نداءهُ
وأهْويتُ أدنو بالجَبين مُقـَبـِّلا
7. فلم يرضَ تقبيلي اليمين يمينهُ
وبَادلنِي منهُ العِناقَ وأجْزَلا
8. نظرتُ إلى وجهِ الزهيري لعلني
أروحُ بنور مِنْ سَنا وجْههِ اعتلا
9. تراهُ وقد علتْ مُحَيَّاهُ نضرةٌ
كَسَتْ وجهَهُ وَفقَ الحديثِ ؛ وكيفَ لا ؟
10. وللشيخ سَبْقٌ في الحديثِ وشرحِهِ
وكم ذبَّ عنهُ الزيفَ لم يَخشَ عاذلا !
11. إذا شِئتَ فاسأل مَسْجـِدَ الرَّحْمَةِ الذِي
بشارع أهرام ؛ إذا جاءهُ امْتـَلا
12. حَضرتُ لهُ دَرساً على شَرح مُسْلِم ٍ
مِن الزّهدِ حلَّ المُشْكِلاتٍ وفصَّلا
13. وقلتُ لهُ أنـَّى لِمِثلي إذا ابتـَغى
وصَالا بمثل أبي الأشبال أنـَّى يوصَّلا
14. فأقبلَ إذ كلمْتُهُ كلُّ جسْمِهِ
تـُجَاهِي وأصْغـَى لِلكَلام لِيـَكمُلا
15. وأملى على سمعي وسجَّـلتُ رَقمَهُ
ووافقَ أنْ يَقرا القصيدَ وأمْهَلا
16. سألتُ أبا الأشبال عن كَشْفِ شُبْهَةٍ
أجابَ يُراعَى الحال بَيِّنْ أو اهمِلا
17. فيا أيها الشيخ الكريمُ المبجَّـلُ
عليَّ أفِضْ مِنْ عِلمِكُم دُمتَ مَنهَلا
18. وَخُذنِي إلى عِلم الحَدِيثِ لأرتـَوي
وأشْرَبَ عَذباً سَـلسَبيلا مُعَـلـَّـلا
19. وأسمعَ من هدي النبـِيِّ وصَحبهِ
بمَوصُول إسنادٍ إليهِ تـَحَمُّـلا
20. بـِرَبِّكَ إنـِّي بالحَدِيثِ مُتـَيـَّمٌ
وَلِهْتُ بهِ لا أرتضِي عنهُ مَعدِلا
21. ولا تخذلـَنـِّي إذ سألتكَ حاجتي
أجزنِي جُزيتَ الخيرَ فِي جَنةِ العُلا
22. وكُنتَ مع المختار والصَّحـْبِ ناظراً
إلى وَجْهِ ربِّ مُنعِم قد تـَفضَّلا
23. توسَلتُ بالإسلام للهِ وحدَهُ
وهلْ يعدِلُ الإسلامَ خيرٌ توسُّلا ؟
24. نعم ؛ لستُ أهلاً للجلوس إليكُمُ
ولكِنَّ قلبي رامَ ذاكَ وأمَّلا
25. لعلي ـ إذا أنتم أجبتم رجاوتي
أذودُ وأحْمِي بالمقال ومَفعِـلا
26. وأنفِي عن الدين الحنيفِ افتراءَ منْ
تـَجَـرَّأ مُفتاتاً عليهِ مُضَلِلا
27. ومِنْ بعدِ هذا اليوم أيضاً لقيتـُهُ
بعقدِ زواج كنتُ فيهِ مُمَثـَّلا
28. فأهديتـُهُ ( فتح العزيز ) لعلهُ
يُراجعُها ـ فضلا ـً أو يُجيز مُحَلـِّلا
29. دُعِيتُ من العزاز إذ زوّجَ ابنتهْ
وكان أبو الأشبال خالاً مُبَجَّلا
30. فألقيتُ إذ ذاكَ القصِيدَ مُهنئاً
بحضرةِ أشْيَاخ هُمْ الصَّفوةُ المَلا
31. كـ زينِي وكُردِي والسمير بن ِ مصطفى
وخالدِ صقر هؤلا بعضُ هؤلا
32. دعاني لإلقاء القصيدة سيدي
عقيب أذان للعشاء مُبَجِّلا
33. جزى اللهُ بالخيراتِ شيخِي وسَّيدِي
هو ابْنُ حُسَين سَيِّدُ العَـفان مُجْزِلا
34. أهَـلَّ على إثر القصِيدِ مُشَجـِّـعاً
بـ لا فـُضَّ فوكَ ـ كرَّرَ القولَ هَلـَّـلا
35. ركِبتُ معَ العَـفان سيارة امرئ
حَبيبٍ وسِرنا حَيثُ يَسْكُنُ مَنزلا
36. فقلتُ لهُ هَلا سَمِعتَ قصيدتي
بمنظومة ابن السيد الغرَّا تـَفضُّلا
37. أجاز فرددتُ القصيدَ جميعَها
فأثنـَى عليها بالجميل وأجْزَلا
38. وأقبلَ يَحكِي بَعضَ تاريخِنا الذي
تعدَّى عليهِ الغاصبون مفصِّلا
39. ومِنْ بعدِ هذا اليوم كلمتُ سيدي
أجَابَ أبو الأشبال سُؤلي وَوَصَّلا
40. سألتُ عن الأقزام سَبُّوا مُعاوية ْ
كذاكَ أبا سُفيانَ حِقداً مُؤصَّلا
41. فبَينَّ أنَّ الطاعِنينَ روافضٌ
لِئامٌ ومَاضِي مِنهُمُ واسْمُهُ عَلا
42. وحاشا أبا سفيان بل حاشا معاوية ْ
صِحَابٌ كِرَامٌ سَادَةٌ رَغمَ مَنْ قلـَى
43. وها أنذا ثاني صيام ٍ طلبتـُهُ
فلمْ ألقَ رَداً سَاعَة ً ثمَّ أقبَلا
44. فوالله إنـِّي لمْ يَجُلْ ذا بخاطري
وأثنـَى على شِعري وَوَاعَدَ مُمْهلا
45. فبالله إني باتصَالِكَ سيدي
لمُنشِرحٌ صَدراً وإني لفي عُلا
46. وقال لعلِـّي لسْتُ أعْنِكَ حينما
شَددتُ على الأوقافِ باللوم عَاذِلا
47. وقال لعلـِّي إنْ أردتُ قصِيدة َ
طلبتـُكَ ؛ قلتُ السَّمْع للأمْر حُصِّلا
48. وقلت له إني أرى فيكَ والدِي
وإني لفِي شَوق لهُ الجَمْرُ أُشْعِلا
49. سألقـَى أبا الأشبال ذلكَ مقصِدي
وأنعِمْ بهِ مِنْ مَقصِدٍ ؛ مَنْ تأمَّلا !
50. فيا رَبِّ عجـِّـلْ لِي بهِ غيرَ آجل ٍ
وباركْهُ لِي والـْطـُفْ ويَسِّرْ لِيَسْهُلا
51. وأبياتها طابَتْ و( آنَ ) قِطافـُهَا
وتاريخُهَا ( ظـُرْفٌ وبـِرٌ بما ) اعتلا
52. وللهِ حَمْدٌ دَائِمٌ ليسَ ينتهي
وصَلِّ على المُخْتار أحمدَ والولا