الدرس الرابع

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 هذا هو اللقاء الرابع فى
مقدمة فى علم التحريرات:-وقفنا فى اللقاء السابق عند "ان التدوين فى علم
القراءات فيه تدرج منذ العهد النبوى فكانت القراءات التى يقرء فى ذلك الوقت
جزء من اﻷحرف السبعة التى نزل بها القرءان الكريم وكان كل واحد من الصحابة
رضوان الله عليهم جميعا يقرء من بعض هذه اﻷحرف وهى لم تكن واجبة على اﻷمة
فى عهد النبى بل كانت جائزة ومرخصا فيهاوجعل إليهم اﻷختيار فى أى حرف
اختاره لهم النبى صلى الله عليه وسلم -قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"إن هذا القرءان نزل على سبعة أحرف فاقرءو ماشئتم"
وقال أيضا"اقرءوا كما
علمتم"
فكانوا يقرءون بما تعلموا وﻻينكر أحد على أحد قراءته فقد ورد مايثبت
ذلك فى عهد النبى لما اختلف الصحابة (قصة عمر رضى الله عنه الشهيرة)
وذهبوا الى النبى صلى الله عليه وسلم ليتحاكموا إليه فأقر كلا منهم على
قراءته وقال صلى الله عليه وسلم "ان هذا القرءان أنزل على سبعة أحرف كلها
شاف كاف "فأباح النبى صلى الله عليه وسلم بأمر من الله عز وجل لكل قبيلة أن
تقرء بما يوافق لغتها فمثﻻ القرشى يقرء بما يوافق لهجته وكذلك الهزلى
والتميمى ﻷن من رحمة الله وإعجازه أن أنزل القرءان بلهجات العرب ﻷلى يقرؤه
بطريقة محرفة كما نرى اﻷن من العجم "فيستفاد من ذلك "أن
قراءت القرءان تعددت على عهد النبى صلى الله عليه وسلم لكن كل واحد إلتزم
بما تﻻفاه عن شيخه فأبى بن كعب رضى الله عنه قرء على النبى صلى الله عليه
وسلم وأقرء به ابن عباس وأبى هريرة وغيرهم رضوان الله على الجميع وكذلك زيد
بن ثابت رضى الله عنه وكان للنبى أكثر من عشرين كاتبا يكتبون ماينزل من
القرءان فى وقته وبعضهم كان يﻻزم النبى مﻻزمة تامة حتى يحضر نزول الوحى
ويتشرف بكتابته كزيد بن ثابت الذى كلف بجمع القرءان فى عهد الصديق وإعادة
جمعه ونسخه فى زمن عثمان رضى الله عنهم جميعا وكانت طرية الجمع والكتابة فى
عهد الصديق رضى الله عنه محتوية على اﻷحرف السبعة وخاصة على لغة قريش وغير
لغتها وكلنا يعرف ماحدث فى زمن الصديق من حروب الردة وموت أكثر الصحابة من
أهل القرءان ------
وجزاكم الله خيرا
: 19-09-2016
طباعة