الرئيس الدكتور مرسي والقرارات الاستثنائية





الرئيس الدكتور مرسي والقرارات الاستثنائية

في كلمته التي ألقاها عقب صلاة الجمعة الماضية قال الدكتور الرئيس محمد مرسي في معرض حديثه عن الفاسدين من عصر مبارك إنه لا يريد أن يتخذ قرارات توصف المرحلة بأنها استثنائية لكنه لو رأى البلاد في خطر فإنه لن يتردد في اتخاذ قرارات استثنائية 
والحقيقة أنني وبصفة شخصية جداً أتعجب جداً وأتساءل جداً: يا سيادة الرئيس ألا ترى أن ما يحدث في مصر وما يدبر لإفشالها وإفلاسها وتدميرها حالة استثنائية تحتاج إلى تلكم القرارات الاستثنائية ؟
ألا زلت لا تشعر بأن مصر في خطر يستلزم تدخلاً فورياً وسياسة غير عادية؟
لقد انتخبتك ـ لا عن قناعة بالجماعة ولا بالحزب ولا عن رضى بمنهجيتكم ولا بسياستكم ـ ولكن لأني لم يكن أمامي من بديل سوى هذا الاختيار.
لقد انتخبتك لأنك الأمل الوحيد الباقي من بعد خروج ـ وإن شئت الدقة فقل تعمد إخراج الأسد الهصور والفارس الجسور محمد صلاح حازم أبو إسماعيل ـ من سباق الرئاسة بتلكم الحيلة الشيطانية والفرية الإبليسية،
لقد رأيت فيك وفي جماعتك ـ أو هكذا أوهمت نفسي ـ الملاذ الخير الآمن الذي لذت به من بعد اللوذ بالله عز وجل حتى لا أكون سبباً في إعادة إنتاج نظام مبارك حال فوز الفريق شفيق.
ورأيت فيك مخايل تطبيق الشريعة ـ لا سيما وقد اتجهت أنظار العلماء والشيوخ والرموز إليك اضطراراً إلا قليلاً ممن كانوا ولا يزالون معك ومع حزبك وجماعتك حذو القذة بالقذة.
أما وقد وصلتم إلى سدة الحكم وأصبحت لكم الكلمة العليا واليد الطولى وبأيديكم القلم فسطروا إذاً تلكم القرارات الاستثنائية ولا عليكم من لوم اللائمين وعذل العاذلين فهؤلاء لن يسكتوا عنكم ولن يترحموا عليكم ولن يصفقوا لكم فهم هم كما كانوا من قبل على حالتهم وتلك طريقتهم وملتهم وشرعتهم؛ بل لقد ازدادوا شراسة وبجاحة وبذاءة وجبروتاً!
يا سيادة الرئيس:
لا تغضب من كلماتي إذا هي بلغتك وقرأتها
فإنما هي والله كلمات عبد من عباد الله يرجو استقرار وازدهار البلاد وصلاح العباد
يا سيادة الرئيس:
ما بالنا نراك مهتماً فقط بالشأن الخارجي تسعى فيه قدماً ولا تولي الشأن الداخلي كبير اهتمام ولا مزيد رعاية وعناية؟
أم تحسب وتظن أن الذين اختاروك رغبة فيك أو رهبة من شفيق أو طمعاً في وعودك بتطبيق الشريعة سيظل معقوداً لك عهدهم ومحفوظاً لك ولاؤهم وباقيةً لك ولجماعتك وحزبك أصواتهم ومتعلقة بك أنظارهم مهما خالفت أو خذلتهم؟
إن هذا لعمر الله لهو الوهم أو هي الغفلة!!
سيادة الرئيس:
إن أخشى ما أخشاه ويخشاه كثيرون غيري
أن ما كنت تراه منذ ساعتين فقط قراراً استثنائياً قد أصبح قراراً مصيرياً حتمياً وإذا أنت لم تبادر باتخاذه عن جد فلسوف يصبح قراراً عبثياً لا قيمة له ولا فائدة.
عجِّل يا سيادة الرئيس ولا تتردد 
فأصدقاء اليوم أعداء الغد 
بل ربما كانوا أعداء اليوم بعد ساعة أو دقيقة بسبب القرارات المتأخرة أو غير المناسبة

اليوم 7.00 ص الأحد 4 محرم 1434هـ، 18-11-2012م


ابن الأزهر ومحبه
الشيخ أبو اسماء الأزهري
كارم السيد حامد السروي
إمام وخطيب بوزارة الأوقاف المصرية

: 20-11-2012
طباعة