قديماً قرأت قصة

قديماً
قرأت قصة لا زلت أذكر أحداثها شذراً، لكن لا زال مضمونها قابع في وجداني
لروعتها وجمالها.. يُحكى أن رجلاً كانت مهنته التي يقتات منها هى جمع نويات
ثمار البلح، وذات مرة وقعت عينه على نوية قد غارت في الأرض، فراح يبذل
جهده بغية استخراجها، فجاء موكب أمير المنطقة ماراً من الطريق والرجل جاث
على ركبتيه يحاول اقتلاع النوية من باطن الأرض، فمر الموكب دون أن يرفع
الرجل هامة أو ينصب قامة، فغضب الأمير لذلك واستدعاه إلى قصره... فقال
الأمير للرجل: أما علمت أن لموكب الأمير هيبته واحترامه... فقال الرجل:
وما لي ومواكب الأمراء، هى مهنتي التي أترفع بها عن سؤال الملوك
والأمراء... فأمر الأمير بمائة ألف من الدراهم فأُلقيت في حجر الرجل فقال:
يا أمير رُد عليك دراهمك ودعني اذهب إلى حال سبيلي، فقال الأمير عظني يا
رجل فقال: لا أملك إلا كلمات أرددها في صباحي وفى مسائي وفى كل حالي، ثم
أنشد يقول:


أرى الدنيا لمن هى في يديه *** هماً كبيراً إذا كثُرت لديه. 
تهين المكرمين لها بصغـر *** وتكرم كل من هانت عليه.
إذا استغنيت عن شيء فدعه *** وخذ ما أنت محتاج إليه.

.ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مما راق لي فنقلته
: 27-07-2012
طباعة