ولا يعتبرون الحق إلا من أهل السمعة ؛ ويعتبرون كل من كان غمراً صفراً وإن كان بدراً في تخصصه أو حتى هلالاً ؛ وهل تعرف الأشهر إلا بالأهلة ؟

ولقد قابلت في حياتي كثيرين ـ وإن كنت أعذرهم فأنا أيضاً ممن يبتلى بهذه النظرة القاصرة أحياناً حتى يستبين لي فضل المجهول وعلم المغمور وقدر المحقور 

والحق أنني قد تعودت ألا أكتم أشعاري ـــ رغم أن بذلها أضرني كثيراً ـــ لكنني أحاول جاهداً وأرجو أن أبلغ ما ذهبت إليه قاصداً من الإخلاص والتجرد لله عز وجل .

وفي ذات السياق ترى أناساً قد جعلوا أنفسهم حكاماً على النوايا ، وأوصياء على الطوايا ، فيبادرون بتوجيه التهمة إلى البرآء وشغل الذمة بدون أدلة ولا استقراء

وقد كتمت في قلبي كثيراً وكظمت غيظي وحبست كلماتي غير أني لم أتمالك نفسي إلا وأنا أنظم هذه الكلمات التي افترضت فيها سؤالاً وجهه البعض إليَّ وإلى غيري من خلال رؤيتي للمواقف وما انتهى إلى علمي من وقائع ـ هو قول القائل المستنكر المستضئِل : من أنت ومن تكون ؟؟

وحيث إنني كما قدمت قد عهدت من نفسي أن أقدم شعري للقارئ وأبذله للراغب فلم أشأ أن أخالف عادتي أو أتخلف عن طريقتي وأرسلت هذه الأبيات إلى الناس لا إلى أحد بعينه بل لعلها تنفعني أنا ابتداءً إذا انتقصت ولو بيني وبين نفسي إنساناً لمجرد كونه غمراً ؛ فأنتبه إلى ما نظمت وأتعظ بما ألَّفت وأكف احتقار الغير وانتقاص الغمر .

وعلم الله أني لم أعمد إلى الفخر والتباهي وإلا فلست أراني في الحقيقة شاعراً مُـجِيداً ولا أديباً عميداً ، إن هي إلا كلمات تأتيني فأخطها بيميني " الكيبورد "

وقد وجدتني أتحول إلى سرد أسماء البحور العربية خلال النظم فقلت لعلها تكون عوناً لي ولمن حفظها على المعرفة ببحور الشعر عموماً .

والله المستعان . 

وقد جعلت عنوانها : 

1.يا سَائِلي : مَنْ يكون الشيخ ـ منتقصاً ‍

اقرأ قصيدي تكن يا ذاك عِرِّيفاٍ

2.وليس فخراً ولا أرجو به سمعةً ‍

لا تقصدنَّ إلى النيات تكشيفا

3.دعني وقصدي فرب الناس يعلم ما ‍

طيُّ القلوب وسل يا صاح تنظيفا

4.أنا الذي جهلكم بي لا يقلله ‍

وعلمكم لا يزيد المرء تعريفا

5.فجهلكم آية الإخفاق عندكم ‍

وعلمكم من أنا لم يسد معروفا

6.وما يكون الجهول الحاقد الضغنُ ‍

حتى يكون اعتراف منه تشريفا

7.قصائدي في ربوع النتِّ شائعةٌ ‍

فأطربت سمع أهل الفن تشنيفا

8.قصائدي في بحور العرب سابحةٌ ‍

توافرت في كمال الهزج تخفيفا

9.بسيطة في المديد اجتث من رجز ‍

مقارب في الطويل احترت توصيفا

10.تداركت في سريع خطوها رمل ‍

مضارع مثل غصن البان تنحيفا

11.وزانها مستساغ ليس مقتضباً ‍

وربما صغت شعرا منه تلطيفا

12.كم قلت منسرح الأبيات قد خلتِ ‍

من علة بل تراني جئت تزحيفا

13.ولم أكن ذات يوم مرغماً قلمي ‍

على قصيد بزور القول تزييفا

14.قصائدي في حلال القوم أطيبه ‍

أصوغها أبتغي الفردوس ملهوفا

15.أصوغها في دفاع عن شريعتنا ‍

من ابتغى فتنة أو شاء تحريفا

16.حديدة لغتي أهجو بلا وجلٍ ‍

مُسَفِّهًا من بغى في الدين تخرييفا

17.بليغة لا ألين القول إن فحشوا ‍

ولست أخشى من الأعداء تخويفا

18.وفي قصيدي أزف العلم أبسطه ‍

مقرباً للورى يسراً وتخفيفا

19.والله يقضي لنا بالخير خاتمةً ‍

قد جاءنا أمره بالصدق تكليفا

20.فيا إله الورى افتح بيننا كرماً ‍

واجعل مقاعدنا الجنات تزليفا