مقال بعنوان :(واجبنا نحو الصومال)

بسم الله الرحمن الرحيم


والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


مقال بعنوان:(واجبنا نحو الصومال)


بقلم:عطا السيد الشعراوى


ملتقى الخطباء: انتهينا في المقال السابق فيما يتعلق بالأزمة والمحنة الصومالية إلى ضرورة عودة الدور العربي لهذا البلد العربي حتى لا يظل عرضة للتلاعب به إقليميًا ودوليًا وإن كان يتم ذلك تحت دعاوى إنسانية وتحت شعارات أخلاقية هي بعيدة تمامًا عن الواقع، حيث إن المصلحة هي التي تحرك تلك الدول سواء في الصومال أو في غيرها من الدول، ولعل ما نراه من ازدواجية في السياسات تجاه الأزمات والثورات العربية خير دليل على ذلك.
والتحرك العربي كي يكون فاعلاً يجب أن يكون شاملاً ومتكاملاً وخاصة على الصعيدين الأمني والإنساني، فإن كان التحرك على الصعيد الإنساني ملحًا وعاجلاً، فإن إعادة الأمن والهدوء إلى الصومال يتطلب بذل الكثير من الجهد والصبر حتى يؤتي ثماره.
بالطبع لا يمكن لجامعة الدول العربية بمفردها إنجاز الكثير وخاصة في ظل ما تعانيه من ضعف وما تواجهه من إنشغال عربي بقضايا وأحداث أخرى، لذا يقع العبء الأكبر على الدول العربية التي يمكن لها أن تتحرك في أكثر من اتجاه ومنها ما يلي:
الاتجاه الإنساني الذي يتطلب تحركًا عاجلاً بتقديم التبرعات والمساعدات العينية والمالية لإنقاذ شعب الصومال من المجاعة، وقد تكون المبادرة السعودية بتخصيص مبلغ 50 مليون دولار لشراء مواد غذائية للاجئين الصوماليين عن طريق برنامج الغذاء العالمي، وتخصيص 10 ملايين دولار للأدوية بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، بارقة أمل لسير جميع الدول العربية وخاصة الخليجية التي تمتلك فوائض مالية في هذا الاتجاه، لاسيما وأن المبلغ الذي تحتاجه الأمم المتحدة بلا إبطاء وهو 1,6 مليار دولار ليس ضخمًا.
الاتجاه الأمني والسياسي : بأن تبادر دولة ما أو مجموعة من الدول وخاصة من الدول الخليجية كونها تشهد استقرارًا مقارنة بغيرها من الدول الأخرى التي تشهد اضطرابات وتغيرات متلاحقة تبادر بالوساطة بين الأطراف المتناحرة في الصومال من أجل التوصل إلى مصالحة تنهي الخلافات وتؤدي إلى بناء الدولة.
ولعلنا نتساءل هنا : لماذا تكتفي بعض الدول العربية بالوساطة في الأزمات التي تستأثر اهتمام الرأي العام وتضمن لها ظهورًا إعلاميًا وسياسيًا فقط، ولا تتحرك في مثل هذه القضايا “المهمشة “رغم أهميتها على الأقل لنا نحن كعرب؟
إن إعادة الاعتبار لدولة الصومال كدولة عربية وإبعادها عن الاستقطابات والتجاذبات الإقليمية والدولية التي تزيد بلا شك من الأزمة وتؤدي إلى استمرارها وتعقيدها، يتطلب من باقي الدول العربية أن تسعى جاهدة للصلح والتوصل إلى تسوية تمهد لاستعادة الأمن والاستقرار في الصومال.
وعلى الصعيد التعليمي، تتجاهل المناهج الدراسية في المدارس والجامعات العربية دولة الصومال تجاهلاً ملحوظًا في الوقت الذي تتناول فيه دول وأزمات بعيدة وهامشية مقارنة بما يجري في تلك الدولة وقياسًا إلى كونها إحدى الدول العربية التي تستحق منا اهتمامًا أكبر، وعلينا أن نراعي مستقبلاً ضرورة تعزيز الانتماء العربي والإسلامي عبر المدخل التعليمي.
إعلاميًا، من الملاحظ أن الشأن الصومالي يذكر على استحياء في وسائل الإعلام العربية المختلفة وكأننا غير معنيين بهذه الدولة، وواجب الإعلام هنا هو تسليط الضوء على ما يحدث في الصومال من جميع الأبعاد من أجل خلق الشعور بالوحدة والتضامن بين جميع الشعوب العربية والإسلامية واستنهاض الهمم من أجل إنقاذ هذا الشعب الأعزل.
علينا نحن العرب ألا نقف موقف المتفرج ونحن نشاهد هذه المأساة وهي تتداعى أمام أعيننا.



المصدر: البلاد



: 11-08-2011
طباعة