لحظة من فضلكِ ..

لحظة من فضلكِ ..
 

  بقلم / د. ابتسام بالقاسم القرني .                  

  مما يسعد القلب و يشرح الخاطر وجود فئة غالية على قلوبنا تشق طريقها في الحياة داعية إلى الله بالحكمة ، والموعظة الحسنة , و لا أملك أن أقدم لك كهدية إلا أن أقف معكِ لحظات أهديكِ فيها وصايا من قلب يحبكِ و يدعو لكِ بالسداد و التوفيق و الريادة .

المعلم الأول : الصلة القوية بالقرآن و السنة :

من أعظم المواعظ آيات القرآن، فما أُنزل إلا هداية ، ونور، وبيان و الله سمى القرآن روحاً، وكلام رسول الله الذي بعث لهداية الناس  .

لنقف مع هذه الآية التي تخلع القلوب , وهي قوله تعالى :{وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ[ ق: 20] ، قال ابن كثير:يقول تعالى: {وَجَاءَتْ}- أيها الإنسان- سكرة الموت بالحق، أي : كشفت لك عن اليقين الذي كنت تمتري فيه، { ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ } أي: هذا هو الذي كنت تفر منه قد جاءك ، فلا محيد ولا مناص ، ولا فكاك ولا خلاص.

و مع قوله صلى الله عليه وسلم :{ بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنْ الدُّنْيَا } صحيح مسلم ،  فإذا عزم المرء على عمل خير فليمض فيه ولا يتردد؛ لأنه ربما يتوانى فيعرض له ما يمنعه من فعله ؛ كموت ،أو مرض ،أو فوات العمل ،أو موسمه ،كما قال صلى الله عليه وسلم:{ بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سَبْعًا هَلْ تَنْتَظِرُونَ إِلَّا فَقْرًا مُنْسِيًا، أَوْ غِنًى مُطْغِيًا ، أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا، أَوْ هَرَمًا مُفَنِّدًا ، أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا ، أَوْ الدَّجَّالَ فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ أَوْ السَّاعَةَ فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ } . قَالَ الترمذي : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ

المعلم الثاني : ذكر الله :

 فهو يجمع المتفرق ، ويفرق المجتمع ، يجمع ما تفرق على العبد ،من قلبه، و إرادته، وهمه ، ويفرق ما اجتمع عليه من الذنوب،والمعاصي،والهم،والحزن،كما أن ذكر الله سلاح المؤمن ضد عدوه الشيطان .

 المعلم الثالث : الدعاء :

 فهو العبادة كلها لقوله صلى الله عليه وسلم : { الدعاء هو العبادة } قال الترمذي : حسن صحيح ، وهو دليل على حسن التوكل على الله ؛ لأن الداعي مستعينا بالله على قضاء حوائجه ، وجعل ترك الدعاء استكبار عن عبادة الله كما أشارت إليه الآية في قوله تعالى :{ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ } [غافر : 60] ، شريطة أن لا يدعو بإثم أو قطيعة رحم ، ولا يستعجل ويستبطأ الإجابة .

المعلم الرابع : أعمال الخير و منها الصدقة :

فلصدقة تأثير عجيب في دفع البلاء، وقضاء الحوائج ،وهي برهان على إيمان العبد ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن - أو تملأ - ما بين السموات والأرض، والصلاة نورٌ، والصدقة برهانٌ، والصبر ضياءٌ، والقرآن حجةٌ لك أو عليك. كل الناس يغدو، فبائعٌ نفسه فمعتقها، أو موبقها } رواه مسلم ، وذكر فقهاء الشافعية أن الأفضل الإكثار من الصدقة عند الأمور المهمة، ومنها الحج ، والأوقات الفاضلة؛ كعشر ذي الحجة، وأيام العيد، ونحو ذلك.

المعلم الخامس : سماع الأشرطة النافعة :

 ومن الأشرطة التي  ينصح بسماعها للداعية الصغيرة شريط (وكانوا لنا عابدين ) للدكتور ناصر العمر ، و نحوها من الأشرطة النافعة.

إضاءة أخيرة :

أوصي بناتي الحبيبات بوصيتين غاليتين :

الأولى : أن لا يتعرضن للفتن سواء بقراءة مجلاتها ، أو صحفها ، أو بتصفح مواقعها ، أو بحضور مجالسها ، أو بمشاهدة قنواتها ، فلا تنكتي في قلبك الغض نكتاً سوداء ، بحجة التسلية، واعتماداً على ثقتكِ بنفسكِ ؛ فمواطن الفتن لا يؤمن على المتعرض لها الوقوع في مصائدها، وفي الحديث :{ من سمع بالدجال فلينأ عنه فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما ينبعث به من الشبهات }. صحيح أبي داود  

الثانية : غاليتي .. لماذا يجتهد الناس في دنياهم ، أليس من أجل تحقيق السعادة ؟ فهذا ينشدها في الأكل ، والآخر في الغناء، وغيره في اللعب ، وهكذا.

 قال ابن القيم : ( لكن هذه الطرق غير موصلة ؛ بل أكثرها يوصل إلى ضده ، وليس مثل الإقبال على الله وحده ، و إيثار مرضاته ، فإن سالك هذا الطريق إن فاته حظه من الدنيا فقد ظفر بالحظ العالي الذي لا فوات معه ) ، فجربي غاليتي أن تحققي في يومك بر والديك ،والمحافظة على النوافل ، وقراءة وردك من القرآن ؛ عندها ستجدين راحة ، ورضا وطمأنينة تملأ شغاف قلبكِ،وحينها فقط تصلين للسعادة .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

: 09-03-2011
طباعة