بنر التطوير

بنر الاعلان عن الاشراف

مركز السمنودي العالمي لتحفيظ القرآن الكريم والاجازة

خطبة الجمعة 12 رمضان 1445 الموافق 22 مارس 2024 من وينزور بكندا بعنوان احب العمل الي الله ادومه وان قل => خطب جمعة واعياد ? صلاة العشاء والتراويح يوم الجمعة 12رمضان 1445 هجرية الموافق 22مارس2024من وينزور بكندا للدكتور عمر بن عبد العزيز القرشي => محاضرات العقيدة بكندا 27-1-2024 ? المحاضرة الخامسة والسبعون يوم السبت 13 رمضان 1445 الموافق23مارس 2024 مع اهمية التقوي وصفات المتقين => محاضرات العقيدة بكندا 27-1-2024 ? صلاة العشاء والتراويح يوم السبت 13رمضان 1445 هجرية الموافق 23مارس2024من وينزور بكندا للدكتور عمر بن عبد العزيز القرشي => محاضرات العقيدة بكندا 27-1-2024 ? المحاضرة السادسة والسبعون يوم الاحد 14 رمضان 1445 الموافق24مارس 2024 مع التقوي ثمرة الصيام ومعني التقوي => محاضرات العقيدة بكندا 27-1-2024 ? المحاضرة السابعة والسبعون يوم الاثنين 15 رمضان 1445 الموافق25مارس 2024 مواصلة الحديث عن التقوي ومعني التقوي في القران الكريم => محاضرات العقيدة بكندا 27-1-2024 ? صلاة العشاء والتراويح يوم الاثنين 15رمضان 1445 هجرية الموافق 25مارس2024من وينزور بكندا للدكتور عمر بن عبد العزيز القرشي => محاضرات العقيدة بكندا 27-1-2024 ? المحاضرة الثامنة والسبعون يوم الثلاثاء 16 رمضان 1445 الموافق 26مارس 2024 مع مواصلة الحديث عن التقوي ومعني التقوي في القران الكريم => محاضرات العقيدة بكندا 27-1-2024 ? المحاضرة التاسعة والسبعون يوم الاربعاء 17 رمضان 1445 الموافق 27مارس 2024 مواصلة الحديث عن التقوي ومعني التقوي في القران الكريم => محاضرات العقيدة بكندا 27-1-2024 ? المحاضرة الثمانون يوم الخميس 18رمضان 1445 الموافق 28مارس 2024 الحديث عن ثالث ايات الصيام => محاضرات العقيدة بكندا 27-1-2024 ?

صفحة جديدة 2

القائمـــــة الرئيسيـــــــــة

الا حبيب الله يا عباد الصليب
صفحة جديدة 2

اشتراك ومتابعة الدورات

صفحة جديدة 2

قاعات البث المباشر

صفحة جديدة 2

جديد لوحة الشرف للطلاب

صفحة جديدة 2 صفحة جديدة 2

خدمــــــات

صفحة جديدة 2

عدد الزوار

انت الزائر :751832
[يتصفح الموقع حالياً [
الاعضاء :0 الزوار :
تفاصيل المتواجدون
صفحة جديدة 2

احصائيات الزوار

الاحصائيات
لهذا اليوم : 24082
بالامس : 29485
لهذا الأسبوع : 173778
لهذا الشهر : 991466
لهذه السنة : 2598024
منذ البدء : 89145443
تاريخ بدء الإحصائيات : 6-5-2011

RSS

Twitter

Facebook

Youtube

 

Check Google Page Rank

 

تفريغ الدرس الرابع من اللآلئ البهية شرح صحيح الآداب الإسلامية

المادة

تفريغ الدرس الرابع من اللآلئ البهية شرح صحيح الآداب الإسلامية
3778 زائر
02-02-2016
معهد نصرة نبي الإسلام

بسم الله الرحمن الرحيم

تفريغ الدرس الرابع

اللآلئ البهية شرح صحيح الآداب الإسلامية


لفضيلة الشيخ خالد الجهني حفظه الله

::::::::::::::::::::::::::::::::::::


لتحميل التفريغ بصيغة ورد



::::::::::::::::::::::::::::::::::::


لتحميل التفريغ بصيغة بي دي اف



::::::::::::::::::::::::::::::::::::


بسم الله الرحمن الرحيم

الدرس الرابع

من دروس الآداب الإسلامية من كتاب اللآلئ البهية شرح صحيح الآداب الإسلامية.

الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على سيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

مرحبا بكم أيها الإخوة المؤمنون وأيتها الأخوات المؤمنات في هذه الدورة العلمية المباركة .

وهذا هو الدرس الرابع من دروس الآداب الإسلامية من كتاب اللآلئ البهية شرح صحيح الآداب الإسلامية .

وفي هذا الدرس نتعرف سويا على الآداب التي ينبغي لنا فعلها وقولها في المساجد.

سابعا : آداب المسجد

1 الأدب الأول : الدعاء عند الذهاب إلى المسجد.

روى مسلم، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّهُ رَقَدَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ فَاسْتَيْقَظَ، فَتَسَوَّكَ وَتَوَضَّأَ، وَهُوَ يَقُولُ: " إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَاْلأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ َلآيَاتٍ ِلأُولِي اْلأَلْبَابِ" ، فَقَرَأَ هَؤُلاَءِ اْلآيَاتِ حَتَّى خَتَمَ السُّورَةَ. ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَأَطَالَ فِيهِمَا الْقِيَامَ وَالرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ. ثُمَّ انْصَرَفَ فَنَامَ حَتَّى نَفَخَ. ثُمَّ فَعَلَ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، سِتَّ رَكَعَاتٍ. كُلَّ ذَلِكَ يَسْتَاكُ وَيَتَوَضَّأُ وَيَقْرَأُ هَؤُلاَءِ اْلآيَاتِ. ثُمَّ أَوْتَرَ بِثَلاَثٍ. فَأَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ، فَخَرَجَ إِلَى الصَّلاَةِ، وَهُوَ يَقُولُ: " اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا، وَفِي لِسَانِي نُورًا ،وَاجْعَلْ فِي سَمْعِي نُورًا، وَاجْعَلْ فِي بَصَرِي نُورًا، وَاجْعَلْ مِنْ خَلْفِي نُورًا، وَمِنْ أَمَامِي نُورًا، وَاجْعَلْ مِنْ فَوْقِي نُورًا، وَمِنْ تَحْتِي نُورًا. اللَّهُمَّ أَعْطِنِي نُورًا ".

معنى قوله : رقد ، أي نام .

ومعنى قوله : واجعل في سمعي نورا ، أي اجعلني لا أسمع إلا حقا .

ومعنى قوله : واجعل في بصرى نورا ، أي اجعلني لا أرى إلا حقا.

من الفوائد المستنبطة من هذا الحديث :

يستحب عند الذهاب إلى المسجد أن نقول الذكر المذكور في هذا الحديث.

2الأدب الثاني : المشي إلى المسجد بسكينة ووقار.

ففي الصحيحين ،عن أبي هريرة رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -قال: " إِذَا أُقِيمَتْ الصَّلَاةُ فَلَا تَأْتُوهَا تَسْعَوْنَ، وَأْتُوهَا تَمْشُونَ عَلَيْكُمْ السَّكِينَةُ، فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا " .

مما يستفاد من هذا الحديث:

استحباب المشي بسكينة ووقار عند إقامة الصلاة ، أما قبل الإقامة فيجوز الإسراع في المشي.

وذلك لما رواه البخاري، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إِذَا سَمِعْتُمْ الْإِقَامَةَ ، فَامْشُوا إِلَى الصَّلَاةِ ، وَعَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ وَالْوَقَارِ ، وَلَا تُسْرِعُوا ، فَمَا أَدْرَكْتُمْ ، فَصَلُّوا ، وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا " .

من الفوائد المستنبطة من هذين الحديثين :

الأولى : الحث على المشي إلى الصلاة بسكينة ووقار عند الإقامة.

الثانية : لا بأس بالإسراع إلى الصلاة قبل الإقامة.

3الأدب الثالث : عدم تشبيك الأصابع.

روى الدارمي بسند حسن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ تَوَضَّأَ ثُمَّ خَرَجَ يُرِيدُ الصَّلَاةَ ، فَهُوَ فِي صَلَاةٍ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى بَيْتِهِ ، فَلَا تَقُولُوا هَكَذَا " . يَعْنِي : يُشَبِّكُ بَيْنَ أَصَابِعِهِ .

معنى قوله : فلا تقولوا هكذا ، أي لا تفعلوا هكذا.

من الفوائد المستنبطة من هذا الحديث :

كراهية تشبيك الأصابع أثناء انتظار الصلاة.

4الأدب الرابع : عدم دخول المسجد برائحة الثوم والبصل.

ففي الصحيحين ،عن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَنْ أَكَلَ ثُومًا أَوْ بَصَلًا فَلْيَعْتَزِلْنَا، أَوْ لِيَعْتَزِلْ مَسْجِدَنَا، وَلْيَقْعُدْ فِي بَيْتِهِ " .

معنى قوله : فليعتزلنا ، أي فليبتعد عنا.

والسبب في ذلك أن الملائكة تتأذي من رائحة الثوم والبصل.

وذلك لما رواه مسلم ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله تعالى عنه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الْبَقْلَةِ الثُّومِ { وقَالَ مَرَّةً مَنْ أَكَلَ الْبَصَلَ وَالثُّومَ وَالْكُرَّاثَ } فَلَا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بَنُو آدَمَ " .

ويجوز أكل البصل والثوم والكراث.

وذلك لما رواه الإمام أحمد بسند لا بأس به عن أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الكراث والبصل والثوم ،فقلنا : أحرام هو ؟ قال : لا، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنه.

وروى مسلم في صحيحه عن أبي سعيد رضي الله عنه، قال : لم نعد أ

قناة دورة إجازة نصف العام الدراسي, [.. :]

َن فتحت خَيْبَر فوقعنا أَصْحَاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي تِلْكَ البقلة : الثوم، وَالنَّاس جِيَاع، فأكلنا مِنْهَا أكلا شَدِيدا ،ثمَّ رحنا إِلَى الْمَسْجِد ، فَوجدَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرّيح، فَقَال َ: " من أكل من هَذِه الشَّجَرَة الخبيثة شَيْئا فَلَا يقربنا فِي الْمَسْجِد" . فَقَالَ النَّاس : حرمت حرمت. فَبلغ ذَاك النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال َ: " أَيهَا النَّاس، إِنَّه لَيْسَ بِي تَحْرِيم مَا أحل اللَّهِ عز وَجل لي ، وَلكنهَا شَجَرَة أكره رِيحهَا ".

معنى قوله : لم نعد أن فتحت خيبر ، أي لم يمض على فتح خيبر كثير.

ومعنى قوله : فوقعنا ، أي أصبنا.

من الفوائد المستنبطة من هذه الأحاديث :

الأولى: كراهة أكل ما له رائحة كريهة لمصل في المسجد وأن الملائكة تتأذى من ذلك.

الثانية : مشروعية أكل الثوم وغيره من البقول مما فيه رائحة كريهة.

5الأدب الخامس : الدعاء عند دخول المسجد.

روى مسلم ،عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ أَوْ عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ رضي الله عنهما،قَال َ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ الْمَسْجِدَ فَلْيَقُلْ : « اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ، وَإِذَا خَرَجَ فَلْيَقُل ْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ» ".

معنى قوله : إذا دخل أحدكم المسجد ، أي أراد أن يدخل المسجد.

وفي رواية لأبي داود بسند حسن، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ الْمَسْجِدَ فَلْيَسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ،ثم ليقل : اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ، فإِذَا خَرَجَ فَلْيَقُل ْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِك " َ.

وروى ابن ماجه بسند حسن ، عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ ّرَسُولَ اللَّهِ صَلىَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ فَلْيُسَلِّمْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلْيَقُلْ : اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ ، وَإِذَا خَرَجَ فَلْيُسَلِّمْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ اعْصِمْنِي مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ".

وفي رواية ابن خزيمة وابن حبان : وَلْيَقُلْ : اللَّهُمَّ أَجِرْنِي مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيم .

ومن الأدعية التي تقال عند دخول المسجد أيضا :

ما رواه أبو داود، بسند حسن، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو رضي الله عنهما، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَنَّهُ كَانَ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ قَالَ : أَعُوذُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ وَبِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ وَسُلْطَانِهِ الْقَدِيمِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ، قَالَ : فَإِذَا قَالَ ذَلِكَ قَالَ الشَّيْطَانُ : حُفِظَ مِنِّي سَائِرَ الْيَوْمِ " .

من الفوائد المستنبطة من هذه الأحاديث :

استحباب الدعاء بهذين الذكرين عند دخول المسجد وعند الخروج من المسجد ، هذا تارة ، وهذا تارة.

6الأدب السادس : تقديم الرجل اليمنى عند الدخول، واليسرى عند الخروج.

وذلك لما رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: " مِنَ السُّنَّةِ إِذَا دَخَلْتَ الْمَسْجِدَ أَنْ تَبْدَأَ بِرِجْلِكَ الْيُمْنَى، وَإِذَا خَرَجْتَ أَنْ تَبْدَأَ بِرِجْلِكَ الْيُسْرَى ".

من الفوائد المستنبطة من هذا الحديث :

يستحب لنا أن ندخل المسجد بالرجل اليمنى، وأن نخرج منه بالرجل اليسرى.

7الأدب السابع : صلاة ركعتين تحية المسجد قبل الجلوس.

وذلك لما في الصحيحين عَنْ أَبِي قَتَادَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلىَّ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَجْلِسَ ".

ويستحب كذلك أن تصلي ركعتين تحية المسجد قبل الجلوس وإن كان الإمام على المنبر.

وذلك لما في الصحيحين أيضا عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ النَّاسَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ . فَقَالَ : " أصَلَّيْتَ يَا فُلانُ ؟ قَالَ : لا . قَالَ : قُمْ فَارْكَعْ رَكْعَتَيْنِ ".

وروى مسلم في صحيحه عن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما، قَالَ: " جَاءَ سُلَيْكٌ الْغَطَفَانِيُّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ ، فَجَلَسَ ، فَقَالَ لَهُ : " يَا سُلَيْكُ ، قُمْ فَارْكَعْ رَكْعَتَيْنِ ، وَتَجَوَّزْ فِيهِمَا "، ثم قال: " إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ ، وَلْيَتَجَوَّزْ فِيهِمَا ".

معنى قوله :

قناة دورة إجازة نصف العام الدراسي, [.. :]

و

تجوز فيهما ، أي خففهما.

من الفوائد المستنبطة من هذه الأحاديث :

استحباب صلاة ركعتين تحية المسجد حتى ولو كان الإمام على المنبر.

8الأدب الثامن : التبكير إلى الصلاة والصف الأول.

أي يستحب الذهاب مبكرا للصلاة والوقوف في الصف الأول.

وذلك لما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه ،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ،ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا عليه، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا ".

معنى قوله : ما في النداء والصف الأول ، أي ما في الأذان والصف الأول من الخير والبركة.

ومعنى قوله : إلا أن يستهموا عليه ، أي يقترعوا عليه.

ومعنى قوله : ولو يعلمون ما في العتمة ، أي من شهود صلاة العشاء من الأجر والثواب.

وعند النسائي بسند حسن عن البراء بن عازب رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله وملائكته يصلون على الصف المقدم ، والمؤذن يغفر له بمد صوته ، ويصدقه من سمعه من رطب ويابس ، وله مثل أجر من صلى معه ".

معنى قوله : إن الله وملائكته يصلون ، صلاة الله ثناء في الملأ الأعلى، وصلاة الملائكة دعاء واستغفار.

ومعنى قوله : ويصدقه من سمعه ، أي يشهد له يوم القيامة كل من سمعه.

من الفوائد المستنبطة من هذه الأحاديث:

استحباب التبكير إلى الصلاة والصف الأول.

9الأدب التاسع : تقديم الحفاظ والفقهاء إلى الصف الأول خلف الإمام.

أي يستحب أن يقدم حفاظ القرآن الكريم والفقهاء إلى الصف الأول خلف الإمام.

وذلك لما رواه مسلم _ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لِيَلِنِي مِنْكُمْ أُولُو الْأَحْلَامِ وَالنُّهَى، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ،ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ،ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ،قالها صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ثَلَاثًا ،وَإِيَّاكُمْ وَهَيْشَاتِ الْأَسْوَاقِ ".

معنى قوله : ليلني ، أي ليدن مني.

ومعنى قوله : أولو الأحلام والنهى ، أي البالغون ذوو العقول الراجحة.

ومعنى قوله : وإياكم وهيشات الأسواق ، أي احذروا الخصومات ،وارتفاع الأصوات في الأسواق.

من الفوائد المستنبطة من هذا الحديث :

الحث على تقديم الحفاظ والفقهاء إلى الصف الأول خلف الإمام.

01الأدب العاشر : تسوية الصفوف.

وذلك لما في الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قَال َ: أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ، فَأقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِوَجْهِهِ، فَقَالَ: " أقِيمُوا صُفُوفَكُمْ وَتَرَاصُّوا ؛ فَإنِّي أرَاكُمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي ".

معنى قوله : أقيموا صفوفكم ، أي سووها.

ومعنى قوله : وتراصوا ، أي تلاصقوا حتى تتصل مناكبكم وأقدامكم في الصف ولا يكون بينكم خلل وفرج.

ومعنى قوله : فإني أراكم من وراء ظهري ، أي من خلف ظهري ، وهذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم.

ومعنى قوله : وسدوا الخلل ، أي الفرج.

وفي رواية في الصحيحين عنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قال : قال رسول الله صَلىَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " سَوُّوا صُفُوفَكُمْ ، فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصَّفِّ مِنْ تَمَامِ الصَّلاةِ ".

وروى الإمام أحمد بسند حسن، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " أَقِيمُوا الصُّفُوفَ ، فَإِنَّمَا تَصُفُّونَ بِصُفُوفِ الْمَلَائِكَةِ ، وَحَاذُوا بَيْنَ الْمَنَاكِبِ ، وَسُدُّوا الْخَلَلَ ، وَلِينُوا فِي أَيْدِي إِخْوَانِكُمْ ، وَلَا تَذَرُوا فُرُجَاتٍ لِلشَّيْطَانِ ، وَمَنْ وَصَلَ صَفًّا ، وَصَلَهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ، وَمَنْ قَطَعَ صَفًّا ، قَطَعَهُ اللَّهُ ".

معنى قوله : ولينوا في أيدي إخوانكم ، أي كونوا لينين هينين منقادين إذا أخذوا بها ليقدموكم أو يؤخروكم حتى يستوي الصف.

ومعنى قوله : لا تذروا ، أي لا تتركوا.

ومعنى قوله : وصله الله تبارك وتعالى ، أي برحمة منه سبحانه وتعالى.

وروى البخاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صَلىَّ اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ فَإِنِّي أَرَاكُمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي وَكَانَ أَحَدُنَا يُلْزِقُ مَنْكِبَهُ بِمَنْكِبِ صَاحِبِهِ وَقَدَمَهُ بِقَدَمِهِ ".

من الفوائد المستنبطة من هذه الأحاديث :

الأولى : وجوب تسوية الصفوف.

الثانية : الحكومة على وصل الصف الأول فالأول ، وسد الفرج بين المصلين.

11الأدب الحادي عشر : عدم الخروج من المسجد بعد الأذان إلا لعذر.

وذلك لما رواه مسلم-عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ المُحَارِبِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، وَرَأى رَجُلاً يَجْتَازُ المَسْجِدَ خَارِجاً بَع

قناة دورة إجازة نصف العام الدراسي, [.. :]

ْد

َ الأَذَانِ، فَقَالَ : أمَّا هَذَا فَقَدْ عَصَى أبَا القَاسِمِ صلى الله عليه وسلم.

معنى قوله : يجتاز ، أي يعبر.

من الفوائد المستنبطة من هذا الحديث :

عدم جواز الخروج من المسجد بعد الأذان إلا لعذر.

21الأدب الثاني عشر : عدم المرور بين يدي المصلي.

أي لا يجوز المرور بين المصلي وبين موضع سجوده.

وذلك لما في الصحيحين _ عن أَبي جُهَيْمٍ رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " لَوْ يَعْلَمُ الْمَارُّ بَيْنَ يَدَيْ الْمُصَلِّي مَاذَا عَلَيْهِ، لَكَانَ أَنْ يَقِفَ أَرْبَعِينَ، خَيْرًا لَهُ مِنْ أَنْ يَمُرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ ".

معنى قوله : ماذا عليه ، أي من الإثم بسبب مروره بين يدي المصلي.

من الفوائد المستنبطة من هذا الحديث :

حرمة المرور بين المصلي وبين موضع سجوده.

31الأدب الثالث عشر : عدم نشد الضالة في المسجد.

أي لا يجوز المناداة على الشيء الضائع في المسجد.

وذلك لما رواه مسلم عن أَبَي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قال : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : " مَنْ سَمِعَ رَجُلًا يَنْشُدُ ضَالَّةً فِي الْمَسْجِدِ فَلْيَقُلْ : لا ردَّهَا اللَّهُ علَيْكَ ، فَإِنَّ الْمَسَاجِدَ لَمْ تُبْنَ لِهَذَا ".

ومعنى : ينشد ضالة ، أي يطلبها برفع الصوت.

ومعنى قوله : لا ردها الله عليك ، أي ما رد الله الضالة إليك.

من الفوائد المستنبطة من هذا الحديث :

عدم جواز المناداة على الشيء الضائع في المسجد.

41الأدب الرابع عشر : عدم البصاق في المسجد .

وذلك لما رواه البخاري في صحيحه عَنْ أَنَسٍ بن مالك رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَأَى نُخَامَةً فِي الْقِبْلَةِ فَحَكَّهَا بِيَدِهِ، وَرُئِيَ كَرَاهِيَتُهُ لِذَلِكَ وَشِدَّتُهُ عَلَيْهِ وَقَال : " إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَامَ فِي صَلاَتِهِ، فَإِنَّمَا يُنَاجِي رَبَّهُ ، فَلاَ يَبْزُقَنَّ فِي قِبْلَتِهِ وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِهِ أَوْ تَحْتَ قَدَمِه ِ، ثُمَّ أَخَذَ طَرَفَ رِدَائِهِ فَبَزَقَ فِيهِ ، وَرَدَّ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ، قَالَ : أَوْ يَفْعَلُ هَكَذَا ".

معنى قوله : رأى نخامة : النخامة ما يخرج من الصدر.

ومعنى قوله : رئي كراهيته لذلك ، أي شوهد غضبه صلى الله عليه وسلم من ذلك.

ومعنى قوله : ورد بعضه على بعض ، أي طوى بعضه على بعض.

ومعنى قوله : فحكها بيده ، أي أزالها بيده.

ومعنى قوله : رئي كراهيته لذلك ، أي شوهد غضبه صلى الله عليه وسلم من ذلك .

ومعنى قوله : فإنما يناجي ربه ، أي يكلم ربه سبحانه وتعالى.

وفي رواية النسائي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلىَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُخَامَةً فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ، فَغَضِبَ حَتَّى احْمَرَّ وَجْهُهُ، فَقَامَتْ امْرَأَةٌ مِن الْأَنْصَارِ فَحَكَّتْهَا وَجَعَلَتْ مَكَانَهَا خَلُوقًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلىَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: " مَا أَحْسَنَ هَذَا ".

معنى قوله : وجعلت مكانها خلوقا ، أي طيبا.

من الفوائد المستنبطة من هذين الحديثين :

الأولى : عدم مشروعية البصاق جهة القبلة أو عن يمين المصلي.

الثانية : إذا كان المسجد من سجاد فلا يجوز البصاق عن اليسار أو تحت القدمين ، لئلا يتلوث المسجد ،والحديث ورد في المساجد المفروشة بالرمال أو الحصى .

سؤال الدرس :

اذكر فضل التبكير إلى الصلاة .

الآداب التي ينبغي لنا فعلها وقولها عندما نذكر الله سبحانه وتعالى.

ثامنا : آداب الذكر

1الأدب الأول : استحباب الإكثار من الذكر.

وذلك لما رواه مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ ". قَالُوا : وَمَا الْمُفَرِّدُونَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟

قَالَ: " الذَّاكِرُونَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتُ ".

وروى مسلم عن سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " أيعجزُ أحدُكم أن يكسبَ كلَّ يومٍ ألفَ حسنةٍ ؟

فسأله سائلٌ من جُلسائِه : كيف يكسبُ أحدُنا ألف حسنةٍ ؟

قال : " يسبّحُ مئةَ تسبيحةٍ، فيُكتبُ له ألفُ حسنةٍ، أو يُحطُّ عنه ألفُ خطيئة ٍ".

من الفوائد المستنبطة من هذين الحديثين :

استحباب الإكثار من الذكر وأنه من أسباب مغفرة الذنوب.

2الأدب الثاني : الإخلاص في الذكر .

أي يجب الإخلاص في الذكر لكي يتقبله الله منك.

وذلك لقوله تعالى :

{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ } .

معنى قوله : حنفاء ، أي مائلين عن الباطل إلى الحق .

ومعنى قوله : وذلك دين القيمة ، أي ذلك الدين هو الملة المستقيمة.

وروى النسائي بسند حسن عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رضي الله عنه ، قَالَ : " جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : أَرَأَيْتَ رَجُلا غَزَا يَلْتَمِسُ الأَجْرَ وَالذِّكْرَ مَا لَهُ ؟

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لا شَيْءَ لَهُ " ، فَأَعَادَهَا ثَلاثَ مَرَّاتٍ ، يَقُولُ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلىَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لا شَيْءَ لَهُ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ لا يَقْبَلُ مِنَ الْعَمَلِ إِلا مَا كَانَ لَهُ خَالِصًا وَابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُهُ " .

معنى قوله : أرأيت رجلا غزا ، أي خرج في غزوة مجاهدا في سبيل الله.

ومعنى قوله : يلتمس الأجر ، أي يطلب الأجر من الله.

ومعنى قوله : والذكر ، أي يريد أن يذكر بين الناس .

ومعنى قوله : ماله ، أي ماذا سيأخذ من هذا.

ومعنى قوله : وابتغي به وجهه ، أي أريد به وجه الله وحده سبحانه وتعالى.

من الفوائد المستنبطة من الآية والحديث :

لا يقبل الله عز وجل العمل الذي أريد به غيره سبحانه وتعالى.

3الأدب الثالث : استحباب الذكر على طهارة.

وذلك لما في الصحيحين عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ، قَالَ : لَمَّا فَرَغَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مِنْ حُنَيْنٍ بَعَثَ أَبَا عَامِرٍ عَلَى جَيْشٍ إِلَى أَوْطَاسَ ، فَلَقِيَ دُرَيْدَ بْنَ الصِّمَّةِ ، فَقُتِلَ دُرَيْدٌ ، وَهَزَمَ اللَّهُ أَصْحَابَهُ ، قَالَ أَبُو مُوسَى : فَبَعَثَنِي مَعَ أَبِي عَامِرٍ ، فَرُمِيَ أَبُو عَامِرٍ فِي رُكْبَتِهِ ، رماه جشمي بسهم فأثبته في ركبته ، فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ ، فَقُلْتُ : يَا عَمِّ ! مَنْ رَمَاكَ ؟ فَأَشَارَ إِلَى أَبِي مُوسَى ، فَقَالَ : ذَاكَ قَاتِلِي ، الَّذِي رَمَانِي ، فَقَصَدْتُ له ، فَلَحِقْتُهُ ، فَلَمَّا رَآنِي وَلَّى فأَتْبَعْتُهُ ، وجَعَلْتُ أَقُولُ لَهُ : أَلا تَسْتَحِي ؟ أَلا تَثْبُتْ ؟ فَكَفَّ ، فَاخْتَلَفْنَا بضَرْبَتَيْنِ بالسيف ، فَقَتَلْتُهُ ، ثُمَّ قُلْتُ لأبي عامر : قَتَلَ اللَّهُ صَاحِبَكَ ، قَالَ : فَانْزِعْ هَذَا السَّهْمَ ، فَنَزَعْتُهُ فَنَزَا مِنْهُ الْمَاءُ ، فقَالَ : يا ابْنَ أَخِي .. أقرئ نبي اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّلامَ ، وَقُلْ لَهُ : اسْتَغْفِرْ لِي ، وَاسْتَخْلَفَنِي أَبُو عَامِرٍ عَلَى النَّاسِ فَمَكَثَ يَسِيرًا ثُمَّ مَاتَ ، فَرَجَعْتُ فدخلت على النَّبِيِّ صَلىَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في بيته عَلَى سَرِيرٍ مُرْمَلٍ ، وَعَلَيْهِ فِرَاشٌ قَدْ أَثَّرَ رِمَالُ السَّرِيرِ بِظَهْرِه وجنبيه، فَأَخْبَرْتُهُ بخَبَرَنَا وَخَبَرَ أَبِي عَامِرٍ ، وَقال : قُلْ لَهُ : اسْتَغْفِرْ لِي ، فَدَعَا بِمَاءٍ ، فَتَوَضَّأَ مِنْهُ ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ ، فَقَالَ : " اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعُبَيْدِ أَبِي عَامِرٍ "، و رَأَيْتُ بَيَاضَ إِبِطَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : " اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ يَوْمَ القِ

قناة دورة إجازة نصف العام الدراسي, [.. :]

يَامَةِ فَوْقَ كَثِيرٍ مِنْ خَلْقِكَ مِنَ النَّاسِ " فَقُلْتُ : وَلِي فسْتَغْفِرْ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ ذَنْبَهُ ، وَأَدْخِلْهُ يَوْمَ القِيَامَةِ مُدْخَلًا كَرِيمًا " .

معنى قوله : فأثبته في ركبته ، أي دخل في ركبته.

ومعنى قوله : قتل الله صاحبك ، أي مات أبو عامر.

ومعنى قوله : أقرئ النبي صلى الله عليه وسلم السلام ، أي بلغ النبي صلى الله عليه وسلم السلام.

ومعنى قوله : على سرير مرمل ، أي منسوج بسعف النخل .

من الفوائد المستنبطة من هذا الحديث :

يستحب ذكر الله تعالى على طهارة.

4الأدب الرابع : استحضار عظمة الله عند الذكر .

أي يستحب أن تستحضر عظمة الله سبحانه وتعالى عندما تذكره سبحانه وتعالى.

قال تعالى :

{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}.

معنى قوله : ومن يعظم ، أي يوقر .

ومعنى قوله : شعائر الله ، أي حرمات الله.

ومعنى قوله : فإنها من تقوى القلوب ، أي من أسباب التقوى .

وقال سبحانه :

{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ ءايَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }.

معنى قوله : وجلت قلوبهم ، أي خافت وخشعت.

وقال جل شأنه :

{ وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِين، الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ } .

معنى قوله : وبشر المخبتين ، أي الخائفين المتواضعين.

من الفوائد المستنبطة من هذه الآيات :

الأولى : الحث على تعظيم محارم الله سبحانه وتعالى.

الثانية : من علامات الإيمان الخشوع والخوف عند سماع آيات الله.

5الأدب الخامس : استحباب البكاء عند ذكر الله في الخلوة.

أي يستحب أن تبكي عندما تذكره الله سبحانه وتعالى وأنت خاليا في مكان لا يراك أحد فيه إلا الله.

وذلك لما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ تعالى فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ : إِمَامٌ عَدْلٌ ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَة ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ : إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ ".

من الفوائد المستنبطة من هذا الحديث :

استحباب البكاء عند ذكر الله تعالى في الخلوة حيث لا يراك أحد إلا الله.

6الأدب السادس : استحباب ذكر الله في الصباح والمساء.

وذلك لما رواه البخاري عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي الله عنه ، عَنِ النَّبِيِّ صَلىَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ ، إِذَا قَالَ حِينَ يُمْسِي فَمَاتَ ، دَخَلَ الْجَنَّةَ أو قال صلى الله عليه وسلم : كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَإِذَا قَالَ حِينَ يُصْبِحُ فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ مِثْلَهُ " .

معنى قوله : سيد الاستغفار ، أي أفضل صيغ الاستغفار.

ومعنى قوله : أبوء لك ، أي أعترف وأقر لك.

وروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قال حين يصبح وحين يمسي : سبحان الله وبحمده مائة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه ".

معنى قوله : من قال حين يصبح ، أي بعد صلاة الفجر وقبل شروق الشمس.

ومعنى قوله : وحين يمسي ، أي قبل غروب الشمس .

وروى مسلم أيضا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ : كَانَ نَبِىُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَمْسَى قَالَ " أَمْسَيْنَا وَأَمْسَى الْمُلْكُ لِلَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ رَبِّ أَسْأَلُكَ خَيْرَ مَا فِى هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَخَيْرَ مَا بَعْدَهَا وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا فِى هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَشَرِّ مَا بَعْدَهَا رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَسُوءِ الْكِبَرِ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابٍ فِى النَّارِ وَعَذَابٍ فِى الْقَبْرِ".

وَإِذَا أَصْ

قناة دورة إجازة نصف العام الدراسي, [.. :]

بَحَ قَالَ ذَلِكَ أَيْضًا : " أَصْبَحْنَا وَأَصْبَحَ الْمُلْكُ لِلَّه"ِ.

معنى قوله : وسوء الكبر ، أي الهرم والخوف.

وروى أبو داود والترمذي وقال حسن صحيح عن أبان بن عثمان رضي الله عنه قال : سمعت عثمان بن عفان رضي الله عنه يقول : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : "مَنْ قَالَ : بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ،لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُصْبِحَ ، وَمَنْ قَالَهَا حِينَ يُصْبِحُ ثَلَاثُ مَرَّاتٍ لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُمْسِيَ ".

وقَالَ : فَأَصَابَ أَبَانَ بْنَ عُثْمَانَ الْفَالِجُ ، فَجَعَلَ الرَّجُلُ الَّذِي سَمِعَ مِنْهُ الْحَدِيثَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ : مَا لَكَ تَنْظُرُ إِلَيَّ ؟ فَوَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ عَلَى عُثْمَانَ وَلَا كَذَبَ عُثْمَانُ عَلَى النَّبِيِّ صَلىَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَكِنَّ الْيَوْمَ الَّذِي أَصَابَنِي فِيهِ مَا أَصَابَنِي غَضِبْتُ فَنَسِيتُ أَنْ أَقُولَهَا .

معنى قوله : لم تصبه فجأة بلاء ، أي لم تصبه مصيبة فجأة.

ومعنى قوله : الفالج ، أي شلل نصفي.

ومعنى قوله : فنسيت أن أقولها ، أي نسيت أن أقول الذكر الذي ذكره عثمان رضي الله عنه.

وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَا لَقِيتُ مِنْ عَقْرَبٍ لَدَغَتْنِي البَارِحَة َ، قَالَ : " أَمَا لَوْ قُلْتَ حِينَ أَمْسَيْت َ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ، لَمْ تَضُرَّكَ ".

معنى قوله : البارحة ، أي بالأمس.

ومعنى قوله : أعوذ بكلمات الله التامات ، أي الكاملات التي لا نقص فيها بوجه من الوجوه، وكلمات الله هي القرآن الكريم وأسماؤه وصفاته الحسنى.

مما يستفاد من هذه الأحاديث :

الأولى : أفضل صيغ الاستغفار ما ورد في الحديث الأول، سيد الاستغفار.

الثانية : فضيلة ذكر الله تعالى في الصباح والمساء.

7الأدب السابع : استحباب الذكر عند الهم والضيق.

وذلك لما في الصحيحين ،عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما ، أَنَّ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يقول عِنْدَ الْكَرْبِ : " لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ".

معنى قوله : عند الكرب ، أي عند الحزن والغم.

ومعنى : لا إله إلا الله ، أي لا إله بحق إلا الله.

ومعنى قوله : الحليم ، أي الذي لا يعاجل عباده بالعقوبه إذا ما عصوه.

من الفوائد المستنبطة من هذا الحديث :

استحباب الدعاء عند الهم والغم بهذا الذكر.

8الأدب الثامن : استحباب الذكر عند عيادة المريض.

وذلك لما رواه الترمذي وحسنه ، عن ابن عباس رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّهُ قَالَ : " مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَعُودُ مَرِيضًا لَمْ يَحْضُرْ أَجَلُهُ ، فَيَقُولُ سَبْعَ مَرَّاتٍ : أَسْأَلُ اللَّهَ الْعَظِيمَ ، رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ أَنْ يَشْفِيَكَ ، إِلَّا عُوفِيَ ".

معنى قوله : يعود مريضا ، أي يزوره في مرضه.

معنى قوله : لم يحضر أجله ، أي لم يكن في مرض موته.

من الفوائد المستنبطة من هذا الحديث :

استحباب الدعاء بهذا الذكر عند عيادة المريض.

أسئلة الدرس :

السؤال الأول :

اذكر حديث سيد الاستغفار مع شرحه شرحا موجزا.

السؤال الثاني :

ما هو الدعاء الذي يقال عند الهم ؟

وفي نهاية هذا الدرس،

أهمس في أذن كل من يسمعنا ، أن يطبق هذه الآداب الإسلامية التي شرحناها ، وأن ينشرها بين الناس أجمعين ، فالواحد منا لا يدري بأي عمل ينتفع يوم القيامة ، فقد تنتفع بهذا العمل ، وبه تدخل الجنة.

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجعلنا ممن يتعلمون العلم ويعملون به ويدعون إليه ابتغاء مرضاة الله سبحانه وتعالى.

نكتفي بهذا القدر، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.


   طباعة 
0 صوت

التعليقات : 0 تعليق

« إضافة تعليق »

إضافة تعليق
اسمك

/99999999999999999999999999999999999999999999000000
تعليقك
4 + 7 =
أدخل الناتج

جديد المواد

تفريغ محاضرات كتاب اللآلئ البهية مصورة - عمدة اللآلي البهية شرح صحيح الآداب الاسلامية
تفريغ الدرس الثاني من فتح الرب الغني على أصول السنة للإمام الحميدي - فتح الرب الغني على أصول السنة للإمام الحميدي

إغلاق