..!!...فريق قلب يسوع ـ قلب مصر

.!!...فريق قلب يسوع ـ قلب مصر

أعلم أنه عنوان صادم واستهلال فظيع ولكنه أمر واقع وحدث معاصر فاصبر حتى تعلم إن لك تكن قد علمت
***
لقد قرأت كما قرأ غيري ذلكم الخبر الذي نشرته المواقع والصحف وتناقلته بزعم أن السلفيين وأبناء التيارات الدينية " المتشددة طبعاً " قد تجمهروا لمنع حفل غنائي في محافظة المنيا لكونه حفلاً تبشيرياً وليس مجرد حفل غنائي

وخرج بعض أعضائه ليتبرأ من تهمة التبشير ويؤكد على أنه فريق يضم نحو خمسين شاباً وفتاة منهم مسلمون ومسيحيون على حد سواء وأنهم إنما يغنون أغنيات دينية في حب الله وحب الوطن ..!!

ويتبارى الإعلاميون والسياسيون والنشطاء الحقوقيون بين شجب واستنكار واعتراض وامتعاض وتخوف من عصور الظلام وسيطرة التيارات المتخلفة الرجعية على حرية الإبداع وتهديدها للوحدة الوطنية وانتهاكها لحقوق الإنسان في التعبير والفن وغيرها .

وحين بحثت عن هذا الفريق الذي سماه الإعلام من باب التدليس والتعتيم والتعمية على حقيقة اسمه " فريق قلب مصر " وإنما حقيقة الاسم هي " فريق قلب يسوع ـ قلب مصر ـ

وبسماع بعض مقاطع أغنياته ـ معتذراً إلى الله من مشاهد السفور ونغمات الموسيقى المصاحبة ـ تأكدت من حقيقة هذه الفرقة وغيرها من الفرق المنتشرة المتناثرة عبر النت والمواقع المختلفة والتي تؤكد على أنهم يعملون على نشر أفكارهم وعقائدهم من خلال الأغنيات التي يغنونها في الحفلات التي يقيمونها وتنتشر عبر مواقع النت وقنوات اليوتيوب

هذا الأمر وغيره جعلني أفكر وهنا أجدني أتساءل بحرقة وغضب:
النشطاء المعترضون والسياسون المستنكرون ألا يجدون في قلوبهم ذرة إيمان بالله ومعرفة بحقيقة المعتقد الصحيح في أنبيائه ورسله وكتبه؟

أم يا ترى هم جهلاء بالدين وإن كانوا درسوا وتخرجوا في أعظم الكليات وأشهر الجامعات وحصلوا على أعلى الشهادات والمراتب والمناصب ؟

الذي يستنكر رد فعل الشباب على سماع الكفر ونشر الشرك بالله كان أولى به وأحرى أن يستنكر الفعل الذي يخالف دين الدولة وشريعتها.

وإذا كنت أتعجب غاضباً من ضعف أو غياب عقيدة الولاء والبراء للدين عند هؤلاء المعترضين على الغضبة السلمية التي غضبها الشباب الذين لم يؤذوا أحداً ولم يعرضوا حياة أحد للخطر وإنما توهوا إلى رموزهم وقياداتهم والذين رفعوا الأمر بدورهم إلى القيادات الأمنية من أجل الحد من تفاقم الوضع وتدهور الحال ومنعاً من حدوث فتنة طائفية جراء ها التجاوز السافر والتدي الفاجر على ثوابت الأمة وعقيدتها باسم الفن والغناء وحرية الإبداع،

برغم ذلك كله إلا أنه أقبح منه وأبشع وأخزى وأفظع ذلكم البيان الذي يلفه الخذلان ويرفضه الإيمان وتأباه السنة والقرآن والذي صدر عن

حزب النور أمانة المنيا " ونشر على صفحته الرسمية على الفيس بوك وتناقلته الصحف والذي جاء مستنكراً ورافضاً وشاجاً بل ومنادياً بضرورة معرفة المتسببين في إلغاء الحفل الغنائي المذكور وتقديمهم للمحاكمة لينالوا العقاب:
" بيان إعلامي

الدعوة السلفية وحزب النور بالمنيا

يستنكران ما حدث بمدينة المنيا بالأمس من أحداث تجاه الحفل الذي أقيم بالأمس فما حدث لا ينم عن أخلاق الإسلام والمسلمين ونستنكر وتدين ما حدث .
ونطلب من جميع من يمثلون أي تيار إسلامي بضبط النفس وقياس المفاسد والمصالح قبل القدوم علي أي فعل
فما حدث بالأمس يسيء للإسلام ويضر أكثر مما ينفع. ونذكرهم بان مسالة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لها ضوابطها الش
رعية .
كما نطالب الجهات الامنية بالتحقيق في الامر وكشف الحقائق كاملة ومعرفة السبب الذي من اجله اقيمت هذة الاحتفالية.
وكذلك معرفة المتورطين ومن كانوا سببا في حدوث مثل تلك المشكلات ومعاقبتهم وكشف الحقائق امام الجميع .
كما نرجو من الجميع ان يتحري الدقة قبل رمي التهم فالدعوة السلفية اكبر من تقوم بمثل تلك الصغائر ومثل هذة الاعمال
ولأبناء الدعوة السلفية وحزب النور نقول ( لا تحسبوه شرا لكم ) نعلم انه يسوئكم ما قيل ونسب الي كيانكم ودعوتكم وحزبكم من اتهامات وتورط في هذة الاعمال .فنقول لكم لا تحسبوه شرا لكم
فقد قيل عنا اننا قطعنا الاذان وهدمنا الاضرحة والحمد لله ثبت للجميع برائتنا من ذلك وايضا ابشركم بان الجهات الامنية والتنفيذية ستبذل قصاري جهدها لكشف الحقائق والمتورطين ومعاقبتهم"!!!

أي خذلان هذا وأي بهتان؟
وأية مراعاة للمصالح والمفاسد المدعاة المزعومة؟
إذا لم يكن الدين والمعتقد هو المنوط بنا حمايته فما قيمة العمل السياسي من أساسه؟
هل من المراعاة للمصالح والمفاسد ترك أبناء وبنات الأمة يضللون باسم الفن وباسم التغني بحب الله " اليسوع" والوطن" مصر القبطية؟؟

هل صدر هذا البيان ـ على ما هو عليه من بلاء وتخاذل عن نصرة الحق ـ عن قيادة واعية وعقلية ناضجة فاهمة عارفة بحقوق دينها عليها ومتطلبات دعوتها؟
أم يا ترى لم يطلعوا على ترنيمات وأغنيات الفرقة المزعومة؟
الاحتمالان كلاهما مر مرارة تفوق مرارة العلقم.

ويبقى التساؤل:

هل هذه الحفلات ذات الطابع الديني النصراني التنصيري الفج هي مجرد حفلات بريئة أم هي حفلات مدعومة وموجهة ضمن سلسلة مراحل الشبكة لتنصيرية التي تسعى إلى كسب مساحات واسعة من العقول والأفهام واستمالة أعداد طائلة من القلوب والأحلام؟

وإلى أبناء التيارات الدينية جمعاء:

إلى متى وإلى أين سظل تجذبنا أحبال السياسة المطاطة بعيداً عن ثوابتنا ؟؟؟
ثم إلى الإخوان المسلمين خصوصاً:
إنكم في موقف الحكم وقد وصلكم الله إلى ما أنتم عليه الآن فاتقوا الله في أمتكم وفي ينكم وإياكم ثم إياكم ثم غياكم والسير في ركاب أعداء الدين فإنهم لن يغنوا عنكم من الله شيئاً، واحذروا أن تبيعوا دينكم ودين أمتكم بدنيا غيركم.
واعلموا أنه لو كان ذلك جائزاً ونافعاً لكان أولى به وأحق وأحرى رسول الله ولكن الله تعالى قال له: ولق أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن علك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاطرين"

وقال: " ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم .."

وقال: " ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض.."

وفي الأخير يقول الله عز وجل:" فاستقم كما أمرت ومن تاب معك.."

ولقد نعلم أنكم أيها الإخوان تتساهلون في شأن الأغنيات والموسيقى وأيضاً حجاب المرأة من حيث الشكل والوصف لكن ن يصل الأمر إلى حد التفريط في العقيدة والتنازل عن ثوابتها !!

فلتتقوا الله ربكم فإن الناس إليكم ينظرون وبكم يقتدون..

ويا أيتها الدعوة السلفية:
اعلمي أن الله الذي صرف عنك البلاء ورفع عنك النكد قادر على أن يعيد الكرة وينزل الغمة مرة أخرى :" وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم.

ويا سيادة رئيس الدولة:

لقد اخترناك رغبة في إقامة الشريعة وإنا لنعلم أن الأمر ليس باليسير ولا بالهين ولا السهل إلا أن يشاء الله ربنا
ونعلم أن المعارضين للشريعة والمناهضين للدين بل والكافرين به كثيرون جداً لكن لا يعني هذا أن تتنازل أو تتهاون في أمر الدين وحقوق الإسلام والمسلمين فإنك عنا مسؤل وبين يدي الله تعالى يوم القيامة موقوف وإن الله سائلك عنا فانظر ماذا يكون جوابك
والله يعيننا وإياكم على ما فيه الخير والرشاد.


الآن 4.30 م الثلاثاء 14 من ذي الحجة 1433هـ، 30-10-2012م

ابن الأزهر ومحبه
الشيخ أبو أسماء الأزهري
كارم السيد حامد السروي
إمام وخطيب بوزارة الأوقاف المصرية